نحن في الملتقى الوطني الديمقراطي نطمح أن نقرِّب بين أبناء الوطن الواحد عبر الآليات الديمقراطية، بما يمكننا من العمل معاً لتحرير الوطن والإنسان، من خلال دحر الاحتلال، وبناء دولة الحريات ودولة المؤسسات ودولة القانون، وتحرير الإنسان وبنائه، من خلال احترام قدراته، واستنهاضها، والاستفادة من طاقاته الفكرية، وإتاحة الفرص له، كي يكون قادراً على الإنتاج والإبداع، ويتمكن من مواجهة احتلال استعماري عنصري، يسعى إلى التوسع الاستعماري الاستيطاني، وتدمير الإنسان.
وصلت الحالة الفلسطينية إلى درجة سيئة ومتدهورة، ونحن أمام مأزق حقيقي الآن، والشعب الفلسطيني بحاجة لبداية جديدة. نحن في الملتقى الوطني الديمقراطي نريد بداية جديدة، وقادرون على عمل ذلك، إذا أعطانا الشعب الفلسطيني ثقته. هذه البداية الجديدة تعني الانحياز للمواطن وخدمته وتخفيف العبء عنه ودعم صموده الاقتصادي، وتعني إعادة بناء نظامنا السياسي والتخلص من الفساد، وإعادة بناء الأجهزة الإدارية والأمنية، وهي تعني أيضاً الدفاع عن أرضنا بفعالية واستعادتها، والتصدي للاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، العمل لإنجاز الاستقلال الوطني وتحقيق الرخاء في مرحلة قادمة. لكن لا بد من مواجهة الأوضاع على حقيقتها، ومواجهة المصاعب التي تحيط بنا والعمل على إيجاد الحلول لهذه المصاعب والإشكاليات، وعدم الهروب منها أو استسهالها ونشر الأكاذيب والأوهام بشأنها.
نحن أنتم، نحن أبناء الشعب والمدافعين عن مصالحه، ولسنا بعض الجهات الرسمية والمتنفذة، أو بعض القيادات والقوى السياسية الذين سئمهم المواطن ويريد تغييرهم. الملتقى الوطني الديمقراطي ليس حزباً بل تجمعاً لشخصيات نزيهة وجدية، جاءت من حركة فتح وغيرها ومن مثقفين ومستقلين ومن قطاعات الشعب المختلفة، يجمع بينهم القلق الشديد على حالة الوطن والقضية، واتفقوا جميعهم على هذا البرنامج السياسي، الذي يضم المواقف تجاه القضايا المختلفة، والمهام المحددة التي يتعهد ممثلو الملتقى بالالتزام بتنفيذها داخل المجلس التشريعي.